حياة ياسر بعد الفقد

في تلك الليلة العصيبة، لم ينم الطفل ياسر  بعد أن أنهكه التفكير في كيفية توفير متطلبات الدراسة كبقية زملائه الذين لديهم من يعولهم، إذ فقد ياسر والده، ومنذ تلك الفترة عجز عن الإيفاء بمستلزمات الحياة باعتباره الأكبر في أسرته المكونة من أربعة أطفال والتي تمتلك مصدر دخل محدودًا جدًا.

يرى الطفل ياسر الألعاب مع جيرانه وهم يلعبون ويتبادلون الابتسامات، وهو غير قادر على شراء أي منها؛ الأمر الذي دفعه إلى الانعزال الدائم في المنزل.

حياة ياسر بدأت تتغيّر منذ انطلاق مشروع الكفالة النقدية للأيتام والمموّل من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الانسانية والذي أعطى الكثير من الامتيازات له، ومكّنه من شراء كل الاحتياجات التي يحتاجها هو وأسرته.

بدأ ياسر مشاركة زملائه اللعب والنزهات المتنوعة بعد أن وجد من يدعمه ويشجعه على الاستمرار في الإبداع والوصول إلى حلمه وطموح أسرته.

بشكل عام، يحتاج الأطفال الأيتام في اليمن عناية فوق العادة، انطلاقًا من واقعهم الأليم ووضعهم الحساس، ولا يخفى على أحد بأن الأطفال يأتون في مقدمة الفئات الإنسانية التي تتطلب دائمًا عناية خاصة ومتابعة دقيقة في كل المجالات.

مع تزايد أنشطة مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية في الجمهورية اليمنية، أطلق المركز مشروع "دعم الأيتام اليمنيين وتعزيز صمودهم" في عدة محافظات يمنية، ليتم من خلاله التركيز على برنامج كامل لدعم الأيتام في اليمن، من خلال نظام الكفالة وإعادة التأهيل وإدماج الأطفال الأيتام في اليمن وتمكينهم في شتى المجالات.