أملٌ يتجدد

منار واحدة من مئات اللاجئات السوريات اللاتي عانين كثيرًا قبل أن يستقر بهن الحال في مخيم الزعتري. هُنا تحكي قصة فقد وفي صوتها غصة وحنين:
"قبل خمس سنوات تقريبًا، كنت لا أزال في وطني سوريا ووردني اتصال من أسرتي التي كانت قد سبقتني إلى المخيم، أخبروني بمرض والدي وطلبه لرؤيتي على وجه السرعة، جمعت ما يمُكنني جمعه وأخذه معي ولم أكن أعلم بأن هذه الأغراض التي جمعتها هي الذكرى الوحيدة التي ستربطني بالمكان الذي أتيت منه.. وصلت إلى المخيم مع طفلتي الصغيرة، وقبل أن تمر 10 أيام بلغني نبأ وفاة زوجي". 
وتسترسل منار في سرد قصتها، "في يومٍ سماءه ماطرة وبعد انتهاء فترة العدّة، خرجت لأبحث عن عمل يعولني أنا وطفلتي، وبسبب غزارة المطر، عرجت مُصادفة إلى المركز السعودي لخدمة المجتمع داخل المخيم، وعلمت حينها من إحدى العاملات عن حاجتهم إلى مدربة فنون، ولأنني أحمل شهادة في نفس التخصص، عرّفت بنفسي؛ وبحمد من الله ومنّة تم قبولي على الفور".
 وتضيف: "عملي في المركز، ساعدني على الخروج من الحزن الذي كان يعتصرني، ووجدت نفسي أتجاوز الكثير من الصعاب، مُستلهمة العزم والمثابرة من طالباتي حين أرى على وجوههن الرغبة والشغف في تعلم كل جديد".