رحلة محمد مع النزوح والعودة للمشي من جديد

اسمي محمد ناجي عويد، أبلغ من العمر 60 عامًا، وأسكن في مدينة المخا الساحلية في محافظة تعز

كانت حياتي مستورة ومستقرة أنا وزوجتي وأولادي كان لدي منزل متواضع وكنت أعمل في البناء بآجر يومي بما يعادل 20$ كانت المعيشة والأسعار رخيصة والوضع مستقر. 

لكن إثر الأوضاع الراهنة؛ أصبحتُ أنا وعائلتي نازحين متنقلين بين مخيمات النزوح،  توقف عملي وتغيرت حياتي تماماً واضطررت للخروج والبحث عن عمل. 

وفي يوم من الأيام أثناء ذهابي للبحث عن لقمة العيش؛ دست على لغم أدى إلى بتر قدمي ودخلت على إثره غيبوبة، وبتُ أنزف وأنا مصاب، استمر النزيف لساعات. كانت حياتي شبه منتهية لكن قدر الله أن يبعث لي أحد المزارعين الذي عثر علي فجأة أثناء ذهابه للمزرعة وأبلغ أبناء المنطقة وتم إسعافي إلى المستشفى. 

عند وصولي إلى المستشفى كانت حالتي الصحية في خطر جراء استمرار النزيف لساعات، تدخل الأطباء وتم تقديم الإسعافات وقرروا بتر قدمي وتم بترها وأنا لازلت في الغيبوبة بسبب المضاعفات التي تسبب بها النزيف، جلست في الغيبوبة لمدة أسبوع وبعدها بدأت حالتي تستقر ولله الحمد وعندما فقتُ منها، حزنت كثيراً عندما رأيت قدمي مبتورة، حينها أصبحت أفكر بأبنائي كيف سأستطيع أن أعمل وأوفر لهم لقمة العيش من جديد. 

بعد البتر انتهت حياتي تماماً، وجلست طريح الفراش لمدة سنة كاملة عاطلاً عن العمل داخل خيمة من القش أنا وأولادي السبعة، مررنا بحالة معيشية صعبة. وفي يوم من الأيام حدثني أحد أبناء المنطقة التي أسكن فيها عن مركز الملك سلمان لصناعة الأطراف الصناعية قال بأن المركز سيتكفل بجميع مصاريف الننقل إلى مدينة تعز والعودة بالإضافة إلى توفير سكن وأكل وشرب وسيتم صناعة الطرف كاملاً بالمجان. 

توجهت إلى مدينة تعز تم استقبالي وتوفير لي جميع المتطلبات وتم عمل القياسات وصنع الطرف، لم أكن أتوقع بأنني سأستطيع الوقوف من جديد، وعندما تم الانتهاء من صناعة الطرف وتركيبه، ووجدت صعوبة بالتعامل معه لكن مع استمرار التمارين من قبل المتخصصين  داخل المركز الحمدلله عدت للمشي وممارسة حياتي من جديد وأنا الآن سعيد جداً.