التنازل عن كل شيء... للحياة

عبيد عبده كان عاملاً في السلك العسكري قبل الأزمة اليمنية، يعيش عبيد لإعانة أبنائه ومنزله الذي كلف بناءه كل ما يملك من وقت ومال، ولكن ما إن يشعر الإنسان بخطر الوضع الأمني فبكل بساطة لا يمكنك سوى التنازل عن كل حقوقك وسنين تعبك وجهدك لكي تنقذ نفسك.

يقول عبيد "بدأت الأزمة اليمنية تعصف بكل شي، فقررت أن أترك عملي ومنزلي خوفًا على عائلتي فرحلت وتركت كل ما أملك خلفي، وبالفعل تم استهداف منزلي، وكانت هذه بشاعة الأزمة أن ترى كل ما تملك وكل ما تعبت لأجله ينهب وينتهي في لحظات، انتقلت مع أسرتي لمديرية الحيمة وبدأت العمل في الميناء وفي يوم من أيام العمل جُل ما سمعته كان أصوات الطائرات من كل مكان بدون أي مقدمات، تم إسعافنا فوراً ونقلنا إلى أقرب مركز صحي في المنطقة، ولكن لم يتم معالجة الأضرار بشكل سريع نتيجة لتدهور الجانب الصحي في الحيمة"

في اليوم الثاني استيقظ عبيد فاقداً إحدى أطرافه، حاول عبيد التأقلم مع الأيام إلا أن الوضع كان أكبر منه بكثير، لم يكن هناك أي أفكار أو وسيلة لعبيد تساعده على المشي وبدأت الأفكار السلبية تملأ مخيلته، فحتى هذه اللحظة خسر عبيد كل شيء، وفي يوم من الأيام أثناء علاجه أخبره الطبيب في الخوخة عن مركز أطراف صناعية تابع لمركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية في تعز وكان أول بصيص أمل يراه عبيد منذ مدة.

يختتم عبيد قائلًا "قررت شد الرحال لتعز وكان الطبيب صادقاً بكل ما قاله، لقد تم استقبالي وتوفير سكن لي وتغذية مناسبة وأيضا دفع لي مبالغ مالية بدل تنقل، بالإضافة لخدمات المركز، وعُرضت على الطبيب وأخذ القياسات لتجهيز الطرف الصناعي واحتاج فقط ثلاث أيام، وبدأت بالتمارين للمشي عليه، والأمر ليس بالسهل فأنا أبذل كل جهدي بالمقاومة والتدريب حتى تمكنت من المشي بالطرف الجديد، الآن يمكنني حقاً وأشعر أنه بإمكاني العودة للعمل وأيضاً للمشي، شكرًا لكل القائمين على هذا المشروع"