فرصة الأمل بعد الانكسار

نجيب عبده البالغ من العمر 27 سنة كان يعيش برفقة زوجته وطفليه في منطقة ذوباب قبل الأزمة اليمنية، حيث كان مهتماً بزراعة المحاصيل من الخضروات وبيعها في السوق، أي كان يعيش حياة هادئة آمنه قبل أن يتغير كل شي..

يقول نجيب: "هذا هو حالنا قبل الأزمة اليمنية ومن بعدها انتهت كل مواردنا واكتسحت الأزمة مناطق الساحل الغربي بالكامل، حيث توسعت المواجهات هناك من ما أدى إلى تهجير كل سكان المنطقة فخرجنا، تركت كل شي خلفي لم يكن هناك مجال للبقاء والعودة للأراضي الزراعية والمواشي الصغيرة، والمنزل والأثاث، فقدت كل ما أملك"

وأضاف نجيب: "سلكنا طريق منطقة ساحلية طويلة مشياً على الأقدام نحمل على ظهورنا القليل من الطعام والملابس باحثين عن مأوى سواء منزل أو خيمة أو حتى قطعة قماش، لم أكن أعلم بخطورة حتى انصدمت بالواقع وأني كنت ضحية لغم أرضي، أصاب الهلع أسرتي وزوجتي وأطفالي ومئات الناس بجانبي يركضون إلى ما يعلمون، لم يكن هناك أي خيارات يمكن اتخاذها أو الإيمان بها أو تنفيذها، كان فقط النجاة كان الأهم"

من هنا بدأت معاناة جديدة لنجيب لم يستطع تذكر التفاصيل الدقيقة بعدما استيقظ وبدأت تراوده الأفكار السلبية مثل هل سأستطيع الوقوف مجدداً؟ هل سأستطيع مساعدة عائلتي بالعيش؟ لم يكن هناك فرص ليشعر نجيب بالأمل مجددًا، ولكن في إحدى الأيام تواصل منسقين من مركز الأطراف الصناعية وإعادة التأهيل الممول من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية مع نجيب وعرضوا عليه تركيب طرف صناعي جديد وأخبروه بأن المركز سيرسل فريق متخصص من الفنيين للكشف عن حالات البتر وأخذ قياسات لها،

ويختتم نجيب: "صليت ركعتين لله وحمدته على التدخل الذي انتظرته عبر هؤلاء الناس الطيبين، جهزت نفسي لاستقبال الفريق الفني المتخصص والفرحة لا تكاد تسع أسرتي، وصل فريق المركز إلى مدينة ذوباب مقر إقامتي الحالي لـيتم أخذ القياسات لي، ليس هذا فقط لقد تم التواصل معنا مجددًا وتم نقلنا إلى تعز وتوفير السكن والتغذية المناسبة وتركيب الأطراف الصناعية وتدريبي عليها، الآن يمكنني المشي مجدداً على الأقل، لا يمكن أن انكسر مجدداً أملي بالله كبير، والحمد الله على كل شيء".