الفقر ينتظر على أبواب الكسل

"يرزقنا الله من خلال عملنا وجهدنا، فالرجل الكسول سيعاني من الفقر والجوع" هذا ما قاله الحاج محسن مثنى الذي يبلغ من العمر مائة عام؛ قالها كما لو أنه لا يزال في ريعان شبابه وأوجِ عطائه، عاكسًا القيم التي نشأ عليها في صغره.. 

يعيش الحاج محسن في منطقة ريفية نائية تسمى بالرويضة في مديرية الملاح بمحافظة لحج، ولديه عائلة كبيرة مكوّنة من زوجته ذات السبعين عامًا وولدين وخمس بنات، إحداهن أرملة لديها أربعة أطفال. يسكن وعائلته في منزل طيني به حجرتين فقط، في منطقة بعيدة جدًا عن أي خدمات.. 

يملك الحاج محسن قطعة أرض زراعية تقدر مساحتها بـ 6 آلاف متر مربع تُعد مصدر دخله الوحيد هو وعائلته، لكنها مع الأسف لا تكفي لتلبية احتياجاتهم الأساسية؛ حيث يعمل بها منذ بزوغ الشمس حتى وقت الظهيرة، وبعدها يأخذ قسطًا من الراحة لفترة قصيرة ومن ثم يُعاود مزاولة عمله بعد الظهر، وهكذا يواصل دورة حياته كل يوم بلا كلل.

تبعد أرضه نحو كيلومتر تقريبًا عن منزله، ولأنه لا يستطيع قطع الطريق بمفرده؛ يقوم أبناءه بمساعدته على الوصول إلى الأرض.
الحاج محسن، رجلٌ بعزيمة عظيمة لا تعرف اليأس؛ ولا تستسلم لجسدٍ أخذ منه السنين قوّته، وتركه بعظمٍ وَاهِن، ورأسٍ مشتعلٍ من الشيب، وحنجرةٍ بصوت خافض متقطع؛ "أشعر بالتعب الآن، لا أعمل كما في السابق".

بدعم من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، تعمل منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) على تمكين الأسر الأكثر ضعفًا في ست محافظات يمنية، هي حجة وعمران وتعز ولحج وأبين والضالع.

يهدف المشروع إلى تحسين توافر الغذاء والوصول إليه لـ 70,000 أسرة من خلال ثلاثة أنواع من التدخلات الإنسانية: إنتاج وتربية الدواجن، تحسين الإنتاج الحيواني والزراعي، وتحسين الظروف المعيشية في المناطق الساحلية في اليمن من خلال إعادة تأهيل البنية الأساسية لمصايد الأسماك؛ فمن خلال هذا المشروع سيتمكن مئات الآلاف من استعادة سبل عيشهم وكسب الرزق.