قصة ليلات الصغيرة.. وعاطفة الأمومة

الطفلة ليلات تبلغ من العمر سنتين ونصف كانت تعاني من مشكلة في القلب منذ الولادة تسببت في إعاقة تدفق الدم بصورة طبيعية. كما تعاني ليلات من (المهق) وهو مرض وراثي يصبح فيه شعر المصاب أبيض وبشرته فاتحة جدًا.

تعيش أسرة ليلات في إحدى القرى وكانت والدتها تذهب بها بصورة دورية للمدينة التي تبعد ساعة عن قريتها لمراجعة حالة ابنتها في أحد المستشفيات، أخبرها الأطباء أن ليلات تحتاج إلى الخضوع لجراحة قلب مفتوح، ولكن المستشفى لا يملك المقومات الكافية والإمكانيات لإجراء العملية.

تقول والدة ليلات: "كنت أقضي أيامي في حزن وخوف على صحة ابنتي ولم أكن أستطيع فعل أي شيء سوى الدعاء".

وصلت الحملة الطبية التطوعية لجراحات القلب المفتوح للأطفال التابعة لمركز الملك سلمان للإغاثة إلى تنزانيا. وفور ما علمت أم ليلات بوصول الحملة ذهبت بابنتها لمقر الحملة.

أطباء الحملة فحصوا ليلات فحصًا شاملًا وأخبروا والدتها بأنهم سيجرون لها جراحة قلب مفتوح.

"كان الخوف ينتابني.. لا أستطيع تخيل ابنتي على طاولة العمليات في عملية تستمر ساعات متواصلة". طمأنها الفريق الطبي بأن أطباء الحملة ذوو كفاءة عالية وخبرة طويلة وأنه لا شيء يستدعي القلق.

تحدد موعد العملية وجاءت ليلات مع والدتها. أُدخلت الطفلة إلى غرفة العمليات وأُجريت لها العملية وتكللت بالنجاح. 

"عندما خرجت طفلتي من غرفة الإفاقة، التقت عيني بعيني صغيرتي، وارتسمت على شفتيها ابتسامة بريئة انهمرت منها دموعي فرحًا. كل ما كنت أريده هو أن أضم صغيرتي لصدري.. سعادتي لا توصف!" 

خرجت ليلات الصغيرة من المستشفى بعد أسبوع وفي أثناء خروجهم كانت والدتها تقول:

" أشعر بسعادة غامرة وأتحرق شوقًا لأن أعود لقريتي لأبشر الجميع بنجاح عملية ابنتي".