التعليم .. طريق إلى التعافي

"مررنا في سوريا بالكثير من الأوقات الصعبة واللحظات الحزينة في حياتنا، كان أحد أسوأ الأشياء التي حدثت لي هو أنني لم أستطع الذهاب إلى المدرسة وتعطل تعليمي لمدة خمس سنوات تقريبًا.  

تقول أسماء البالغة من العمر 14 عامًا: "لقد كانت تجربة سيئة للغاية، كنت أحب الذهاب إلى المدرسة وتعلم أشياء جديدة، وبعد أن علقنا لثلاثة أعوام في سوريا أتينا إلى لبنان، حيث بقيت بدون تعليم لمدة عامين".

كانت أسماء من بين العديد من الطلاب الآخرين الذين حصلوا أخيرًا على التعليم في مدرسة اليونيسكو الإعدادية والتي يمولها مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، وتقع في منطقة سعد نايل. وتضيف: "كنت سعيدة جدًا بالحصول على الفرصة والذهاب إلى المدرسة مرة أخرى؛ كوّنت صداقات جديدة والتقيت بمعلمين جدد وعدت إلى التعلّم الذي لطالما أحببته؛ في البداية كنت متوترة وواجهت بعض الصعوبات لأنني كدت أنسى ما قد تعلمته وبالكاد استطعت تذكر الحروف الأبجدية".

وبسبب عدم التحاقها بالمدرسة لبعض الوقت، كان لابد من وضع أسماء في صف أقل من الآخرين في فئتها العمرية، لذلك كانت أكبر من زملائها في الفصل وبدلاً من الإحباط كان لها دافع من معلميها الذين أخبروها أن "التعليم ليس له عمر وإذا كانت هناك إرادة فهناك طريقة"؛ هذه الكلمات أثرت فيها ودفعتها للأفضل.

تقول أسماء: "لقد درست بجد وقرأت الكثير من الكتب ورأيت نفسي أتحسن، تعلمت اللغة الإنجليزية وكيفية استخدام الكمبيوتر وبدأت في إدراك مدى قدرتي بعد عام واحد فقط؛ عدت إلى المدرسة بفضل كل الدعم الذي أحصل عليه من مدرستي ومدرسي، أحب حياتي وأقضي أيامًا جميلة مع أصدقائي وعائلتي ".