السلام على أمي . . أول الأوطان وآخر منفى

ليان طفلة يمنية تبلغ من العمر سنة وستة أشهر، قطعت والدتها وجدّها مسافة أكثر من 800 كيلو متر من أجل أن تحظى ابنتهم بفرصة لإنفاذ حياتها كونها تُعاني من ثُقب كبير في بُطين القلب وضغط رئوي مُرتفع، وفور وصولهم مقر برنامج نبض السعودية لأمراض وجراحات القلب في المُكلا – اليمن؛ قرر الفريق الطبي السعودي إجراء عملية قلب مفتوح للطفلة، وبالفعل تم إجراء العملية التي استغرقت أكثر من 5 ساعات، وبفضل من الله ومنّة تكللت العملية بالنجاح وخرجت ليان إلى العناية المركزة لمُراقبة وضعها الصحي بعد العملية، وأثناء ما كانت المُمرضة هيا (متطوعة سعودية ضمن الفريق الطبي) تطمئنُ على ليان وتُلاطفها؛ رُفع الستار عن نافذة الغرفة بينما كانت والدتها وجدها يسترقون النظر بمشاعر قلقة ومتوترة تنتظر أي خبر أو فرصة للاطمئنان على ابنتهم، إذ كانوا لا يملكون أدنى معلومة عما حل بابنتهم بعد العملية، هذا بخلاف أنه غير مُصرح لهم الدخول لقسم العناية المُشددة بسبب ظروف الجائحة وضيق المكان وكان ينبغي عليهم الانتظار حتى يتم التأكد من الحالة الصحية للطفلة وبعدها تُنقل لقسم التنويم من ثم بالإمكان أن تُرافقها والدتها.

وبعاطفة أم، وبمشاعر لا تقبل أنصاف الحلول؛ تدخلت الممرضة هيا في مساعدة والدة ليان لرؤية ابنتها، وطلبت من الفريق الطبي السماح للأم برؤية ابنتها واحتضانها، وفي لحظة ما سمعت والدة ليان صوت خُطى طاقم التمريض يقتربون نحوها؛ لم تتمالك نفسها وهرعت نحوهم لترى ابنتها، كانت خطواتها أسرع من كل شيء؛ كان الكل مُتأثرًا يُراقبُ المشهد بصمت بينما الأم تُلملم دموعها بيد ابنتها الصغيرة.