أزمة الفيضانات في وسط النزوح

حسن؛ رجلٌ بسيط أجبرته الأوضاع في الحديدة على النزوح هو وأسرته قبل عامين إلى عدن، ليسكن فيها بمأوىً خشبي ذو هيكل بسيط؛ ولأنه ذو هيكل بسيط أتت الأمطار وأكملت مأساته.

تسبّبت الأمطار الغزيرة في حدوث فيضانات دمّرت مأوى حسن ذو الخمسين عامًا وعائلته، ومنازل أخرى كثيرة في عدن.

المأوى الذي جرفته المياه مصنوعٌ من أعمدة خشبية وقماش مشمع؛ كان يستحيل أن يقاوم تلك الفيضانات. كان مكونًا من غرفة واحدة ومراتب موضوعة على الأرض؛ هو مكان المعيشة أثناء النهار ومكان نومهم في الليل.

يقول حسن: "كل شيء هنا مكلف، لقد عملت طيلة حياتي وأنا الآن بلا عمل، وأعيش أنا وعائلتي على المساعدات الإنسانية التي نتلقاها".

لم يجد حسن أي فرصة عمل في عدن، ولم يكن قادرًا على استئجار منزل، فاستقر هو وعائلته في ساحة مدرسة مهجورة يتجمع بها النازحين.

في أواخر شهر مارس 2020، هطلت أمطار غزيرة في جميع أنحاء اليمن، بما في ذلك محافظة عدن، ودمرت الفيضانات الناجمة منها المنازل والطرق وشبكات المياه والمحاصيل؛ معها فقد النازحون الذين يعيشون في مستوطنات عشوائية مأواهم بما فيهم حسن كما فقدوا أيضًا جميع ممتلكاتهم.

شعر حسن بالعجز وعدم القدرة على فعل أي شيء حيال وضعه؛ فهو بالأصل يعاني من صعوبات النزوح والعيش في موقع عشوائي، ومعها أضافت الفيضانات عبئًا جديدًا ومعاناة أخرى إلى وضع أسرته.

مع تدهور وضع حسن وعائلته وغيره كثيرون هناك، قامت المنظمة الدولية للهجرة بالشراكة مع مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية بتوزيع حقائب إيواء تضمنت أغطية بلاستيكية وأعمدة وألواح خشبية ومطارق ومسامير ومناشير وحبال، على عائلة حسن وأكثر من 200 عائلة نازحة أخرى في عدن تضررت من الفيضانات، ما سيساعدهم في إعادة بناء ملاجئ أكثر صلابة وثبات ويمكّنهم من حماية أنفسهم من الظروف الجوية القاسية.

حسن، المتفائل دائمًا بحسب ما يصف نفسه، يأمل أن تتحسن الأوضاع في مدينته بما يكفي لعودته إلى منزله ومواصلة حياته وأسرته كما كانت في السابق.