حفيظة.. امرأة ريفية تكدح كل يوم لتطعم أطفالها

بروحٍ مرحة، وابتسامة لا تفارق وجهها، تحكي حفيظة ياسين قصتها وهي تحمل بيديها دجاجتين أضحت مصدر غذاء رئيسي لها وأسرتها.

الفقر، وعدم القدرة على توفير الغذاء زاد من معاناة حفيظة (40 عامًا)؛ بعدما نزحت مع زوجها وأطفالها الخمسة من مديرية حيس بمحافظة الحديدة إلى مديرية جعار بمحافظة أبين.
تلك الابتسامة ليست على محياها طوال الوقت؛ فهي تغادر أحيانًا للحظات معدودة فيأتي الحزن ليحل مكانها؛ ذلك كان جليًا في صوتها واغرقاق عينيها وهي تقول: "كنا نعيش حياة كريمة في منازلنا، وأصبحنا غير قادرين على توفير احتياجاتنا الأساسية لنعيش. فقدنا كل شيء، وبالكاد يمكننا أن نجد شيئًا نأكله". 

عملت حفيظة في حرث الأراضي الزراعية المجاورة مقابل أجر ضئيل؛ تقول: "أذهب إلى العمل حتى عندما أكون مريضة؛ إن بقيت في المنزل لن يكون لدى أسرتي ما تأكله".
تضطر عائلتها في بعض الأحيان إلى النوم دون طعام.

استفادت حفيظة وأسرتها من مشروع يهدف إلى تحسين توافر الغذاء والحصول عليه؛ إذ حصلت وعائلتها على 10 دجاجات بيّاضة، ما جعلها مصدر غذاء ودخل لهم.
يأتي هذا المشروع ضمن سعي مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية إلى دعم الأسر الأكثر ضعفًا في اليمن مثل عائلة حفيظة وتمكينها بالشراكة مع منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو)، كجزء من مشروع يهدف إلى تحسين توافر الغذاء والحصول عليه لـ 70 ألف أسرة مستفيدة.

تقول حفيظة: "لقد ساعدنا الدجاج كثيرًا، والآن أستطيع طهي العشاء لعائلتي حتى لا ينامون ببطون فارغة، وأحيانًا عندما يكون هناك ما يكفي من البيض، أبيع بعضه لشراء الخضار والفاكهة".
لم يعد على هذه المرأة الريفية أن تتحمل الحر الشديد والأشغال الشاقة في المزارع، "يمكنني الآن الذهاب إلى العمل وقتما أريد، لأن أطفالي لديهم ما يأكلونه، وفي الواقع،كنت أحلم دائمًا بتربية الدجاج، وأنا سعيدة بأن حلمي تحقق".
لحظة صمت سرحت فيها حفيظة بفكرها، كسرته وهي تنظر لأطفالها مبتسمة، "ينتظرون بحماس الدجاج ليبيض، وكلما وُضِعَت بيضة يحملونها لي لأطهوها".

بدعم من مركز الملك سلمان للإغاثة، تعمل "الفاو" حاليًا على تمكين الأسر الأكثر ضعفًا في ست محافظات يمنية هي حجة وعمران وتعز ولحج وأبين والضالع، ومن خلال هذا المشروع سيتمكن مئات الآلاف من اليمنيين من استعادة سبل عيشهم من خلال الأنشطة المدرّة للدخل ودعم الإنتاج الزراعي والمساعدة في حماية الثروة الحيوانية.