حمود .. مُعلم لم يتقاضى راتبه منذ 3 سنوات

يبلغ حمود من العمر 47 عامًا، وهو أب لأسرة مكونة من ثمانية أطفال، يعمل في قطاع التعليم مُنذ 18 سنة في مدرسة ثانوية المُختار في صنعاء..

في كل صباح يتوجب عليه أن يتخذ قرارًا صعبًا إما إطعام أطفاله وجبة الإفطار، أو دفع تكاليف المواصلات إلى المدرسة، أو المشي لساعات طويلة للوصول إليها، فبالنسبة لحمود التدريس مهنة مقدسة، وهو على أتم الاستعداد لتقديم أي تضحيات في سبيل حصول طُلابه على التعليم؛ ومع ذلك، فقد اضطر مُكرهًا إلى البحث عن وظائف أخرى في السنوات الثلاث الماضية لأنه لم يعد يتقاضى راتبه كمعلم حكومي: "من الصعب علينا كمعلمين تقديم الدروس للطلاب عندما يكون بالنا مشغول طوال الوقت عن كيفية إطعام أطفالنا".

بدأ حمود في العمل بدوام جزئي في فترة ما بعد الظهر في تلك المنازل التي لا تزال تُبنى تحت الإنشاء حتى يتمكن من تلبية احتياجات أسرته، ولأنه لم يعد قادرًا على دفع إيجار مسكنه بانتظام؛ اضطر حمود إلى بيع ما تبقى من ذهب زوجته للحفاظ على سقف آمن فوق رؤوس أطفاله. 

بقي المال الذي حصل عليه حمود من بيع الذهب يسد جوع أطفاله لعدة أسابيع، لكن سُرعان ما نفد المال، مما اضطره إلى بيع أسطوانة الغاز التي كانت زوجته تستخدمها في الطهي؛ ليشتري لهم الطعام.

ولأن التعليم يبني بيوتًا لا عِماد لها؛ قدمت المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة دعمًا ومساهمة مالية لمنظمة اليونيسف قدرها 70 مليون دولار أمريكي لتقديم المساعدة النقدية للمعلمين في جميع أنحاء اليمن حتى تستمر عملية التعليم ويتمكن الأطفال من تلقي الدروس المناسبة لكل مرحلة عمرية، وكان لهذا الدعم الأثر البالغ في تخفيف عبء انقطاع الراتب وتغطية الاحتياجات الأساسية للمعلمين مثل حمود.