ربيع والحياة بعد النزوح

لا شيء أشد ألمًا من أن تفقد منزلك وعملك وتضطر للنزوح بأطفالك لمستقبل مجهول بمكان آخر سوى أن تفقد القدرة على مواصلة العيش في هذا الحال.

"حياة النزوح لم تكن سهلة، فقد عانيت كثيرًا وبشكل مخيف من فقدان عملي وكل مقوّمات الحياة بالنسبة لي، وكانت رحلة توفير الطعام والمياه لأطفالي رحلة جنونية"، هذا ما كان يحكيه بألم ذو الثلاثين عامًا ربيع أحمد عن حياة النزوح التي ازدادت سوءًا بعد تعرضه لإصابة بالغة إثر لغم أرضي وهو في طريق العودة لمنزله.

ويوضّح: "في ثوان وجدت نفسي ارتفع من الأرض وأسقط ثانية؛ لم أتخيل حينها ما حصل لي ولكن شعرت وكأن النار في قدمي فنظرت لأجد الدماء تسيل من كل مكان وازداد بعد ذلك الأمر سوءًا". 

على إثر ما جرى لربيع بُترت قدمه اليسرى وخيّم اليأس على حياته فهو بلا عمل وما عادَ قادرًا على الحركة والمشي ليبحث عن عمل آخر يُساعده على إعالة أطفاله.

ومن طريق التلفاز تعرّف ربيع على مركز الأطراف الصناعية والذي يأمل منه أن يُعيد له الأمل بطرف صناعي يساعده على العودة لممارسة حياته بشكل طبيعي مجددًا.

في مركز الأطراف الصناعية استقبله الكادر الفني وبعد عرض حالته على الطبيب المختص تم تركيب الطرف الصناعي له والبدء بمرحلة التدريب، وما هي إلا أربعة أيام حتى تمكن من المشي مرة أخرى. 

يقول المختصين في مركز الأطراف: "يتحدث ربيع بسعادة غامرة وهو يخبرنا أنه سيخرج للبحث عن عمل بعد أن تمكن من المشي في الطرف الصناعي ويعبّر عن امتنانه الكبير للمركز وما يقدمه من مساعدات وخدمات للمحتاجين في مدينة تعز" .