سكينة وأطفالها في مواجهة شتاء كيلاش

في المرتفعات الجليدية الشمالية من جبال باكستان يقع وادي كيلاش المنقطع عن العالم لقرابة نصف السنة؛ وذلك لانسداد الطرق المؤدية إليه بسبب تراكم الجليد، حيث تقطن سكينة البالغة من العمر 38 عامًا.

سكينة متزوجة ولديها أربعة أبناء، منهم ابنتين يعانين من إعاقة، إحداهن إعاقتها كانت منذ الولادة والأخرى بسبب سقوطها من شجرة عنب أثناء قطف الثمار قبل عامين، وتكفل إلى جانبهم طفل عمره سنتين هو ابن أختها التي توفيت أثناء ولادته.

الزوج بعيد عنهم، فهو يعمل بوظيفة حارس أمن في مدينة بيشاور (تبعد نحو 350 كيلو مترًا عبر الطرق الجبلية الوعرة)، براتب لا يتجاوز عشرة آلاف روبية باكستانية شهريًا (63 دولارًا أمريكيًا)؛ دخله منخفض للغاية لدرجة أنه لا يستطيع تحمل العودة إلى المنزل لعدة أشهر.  ابنيها الأصحّاء يتلقيان التعليم، وكلها أمل فيهما ليغيرا وضعها المعيشي يومًا ما.

تقول سكينة: "أنا أعتني بأولادي وحدي؛ أذهب إلى الغابة كل يوم لأقطع الأشجار وأجمع الحطب على ظهري لأوقد النار؛ نسعى أنا وزوجي جاهدين لتلبية احتياجات الأسرة لكن الحياة تزداد صعوبة خلال فصل الشتاء إذ لا نملك الكثير من الموارد التي نتقي بها شتاء كيلاش القارس، حيث تنخفض درجة الحرارة إلى أقل من عشر درجات مئوية تحت الصفر".

وتضيف: "كنت قلقة للغاية لأن الشتاء قد بدأ وسنواجه العديد من المشاكل إذ لم تتوافر لدينا المستلزمات الكافية، لكنني حصلت اليوم من فريق مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية على حقيبة الشتاء التي تحوي لحفًا ومستلزمات للتدفئة كالملابس وغيرها من الأشياء الضرورية لمحاربة برد الشتاء، بالإضافة إلى شال جميل سأحمله في مهرجان شويموس الشتوي لدينا. كل ما أتمناه الآن أن يتمكن زوجي من توفير بعض المال للعودة إلينا".