على ساحل مدينة الخوخة كانت قصتي

اسمي أحمد محمد عبدالله، أبلغ من العمر 50 عامًا، من أبناء منطقة الخوخة الساحلية وأعمل في صيد الأسماك. ورثت هذه المهنة من والدي عندما كُنت صغير واستمريت بالعمل فيها حتى يومنا هذا.

قبل سنة أثناء عودتي من البحر؛ دُست على لغم في الساحل، كنت برفقة صديقي المقرب  منذ الطفولة الذي توفي إثر مع انفجار اللغم وأصبتُ أنا الآخر في قدمي. 

في ذلك الوقت لم أفقد الوعي، لكن تمنيت لو أنني فقدت الوعي لكي لا أرى صديقي وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة أمام مرأى من عيناي وأنا لا أستطيع الحراك لإنقاذه بسبب أصابتي.

تم إسعافنا إلى المستشفى، عند وصولنا للمستشفى كان صديقي قد فارق الحياة لكن الأطباء أخفوا الخبر عني وقالوا لي بأنه في غرفة العمليات وأنه يجيب أن يقوموا ببتر قدمي لأن حالتها لا يمكن أن تعالج في وقتها، وافقت على البتر، وكنت حزيناً لأنني سأفقد أحد أطرافي. 

تمت عملية البتر وعندما بدأت حالتي تستقر، أبلغوني بأن صديقي قد توفي.

أصبتُ بصدمة شديدة وحزن بالغ، وعند خروجي من المستشفى عدتُ إلى المنزل وكنت في حالة نفسية سيئة يُرثى لها جراء بتر قدمي وفقدان صديقي الأعز والأقرب.

جلست في المنزل لمدة سنة لم أستطيع الخروج و ممارسة حياتي السابقة جراء البتر وتدهورت حالتي النفسية. 

بعد عام جاء لزيارتي أحد الأصدقاء وكان قد أصيب من قبل وتم بتر طرفه، لكن عندما جاء لزيارتي رأيته واقفًا على قدميه ويمشي بشكل طبيعي بينما أنا طريح الفراش مُنذ عام. حدثني صديقي عن الطرف الصناعي وكيف أعاد له الحياة من جديد بفضل الله أولاً ثم مركز الملك سلمان للإغاثة، كلام صديقي أعاد لي الأمل من جديد. حينها تواصلت مع منسق مركز الملك سلمان لصناعة الأطراف الصناعية وإعادة التأهيل في منطقة الساحل وتجاوب معي وتم توفير جميع متطلبات السفر إلى مدينة تعز مجاناً. 

سافرت إلى مدينة تعز وتم استقبالي، وعند دخولي للمركز ارتفعت معنوياتي بشكل كبير عندما رأيت أشخاص حالتهم أسوء من حالتي وقد تعافوا وأصبحوا  يمشون على أقدام صناعية ويمارسون حياتهم الطبيعية كما كانت. 

تم عرضي على الدكتور المختص من بعدها تم البدء بعمل القياسات وتجيهز الطرف وبعد تجهيزه تم تركيبه وبدأت بالتمرن عليه داخل المركز حتى أصبحت أقف وأمشي من جديد، كنت سعيد جداً ولم أصدق أنني سأعود لممارسة حياتي كما كانت عليه في السابق، الآن أنا استطيع الدخول والخروج وممارسة حياتي بشكل طبيعي وهذا الأمر بفضل من الله ثم بجهود مركز الملك سلمان للإغاثة والعاملين فيه الذين قدموا لي كل الدعم.